الحقول الكهرومغناطيسية وتاثيرها على الانسان


الحقول الكهرومغناطيسية وتاثيرها على الانسان 

   تاريخيا كانت الحقول الكهرومغناطيسية التي تنشأ في البيئات الصناعية كانت منخفضة التردد حيث تم ربطها باستخدام الطاقة الكهربائية ذات التردد(50 هرتز) وقد تم وضع حدود للحماية من الآثار التي تتسبب بها تلك الحقول على القلب والأوعية الدموية والجهاز العصبي المركزي و ذلك للترددات المنخفضة جدا"
   
    وكما هو موضح بالصورة المرفقة بالمنشور طريقة تفاعل الحقل الكهربائي والحقل المغناطيسي مع جسم الانسان عندما يكون الجسم قريب من تلك الحقول ،
اليوم ومع التوسع في التكنولوجيا الرقمية وامكانية تولد ترددات اعلى بكثير يجب التدقيق في الكثير مستويات التردد الأعلى وملاحظة الآثار الفيزيولوجية على الانسان التي هي بحاجة الى مزيد من البحث .
    
حتى الآن ، لايوجد تعليمات دولية منسقة تتعلق بالتعرض للحقول الكهرومغناطيسية المنخفضة التردد مع العلم انه اجريت بعض الدراسات حول هذا الموضوع لكنها لم تكن متماسكة بل كانت متناقضة و مثيرة للجدل والجهة الدولية المعنية بهذا الموضوع هي :
International Commission on non-Ionising radiation Protection
الهيئة الدولية للحماية من الاشعاعات غير المؤينة.
   
    وقد استخدمت توصياتها كأساس لتوصية الاتحاد الأوروبي المؤرخة في12 تموز 1999 بشأن الحد من تعرض البشر للحقول الكهرومغناطيسية. اما للعاملين في ذلك المجال المهني فهناك توصية الاتحاد الاوربي 2004/40 في 29 نيسان 2004 وحددت فيها القيم الحدية لتعرض العمال للاشعاعات غير المؤينة.

   التعرض للحقول المغناطيسية منخفضة التردد (أقل من 10 ميغا هيرتز) :

   تتولد هذه الحقول من التيارات الكهربائية التي تمر في النواقل وتتناسب طردا" مع شدة التيار وهي تخلق تيارات كهربائية في جسم الانسان باتجاه عمودي مع الحقل المغناطيسي وتختلف قيم الحقل المغناطيسي من مستوى الميكرو تيسلا الى مستوى الميللي تيسلا وتتناسب قيمة الحقول المتولدة عكسا" مع مكعب المسافة عن المصدر
ان القيم الكبرى تحصل من التجهيزات القريبة جدا" من جسم الانسان مثل مجففات الشعر ، تجهيزات حلاقة الذقن الكهربائية ، مزيلات الشعر, والشراشف الكهربائية )

   التعرض للحقول الكهربائية منخفضة التردد (أقل من 1 ميغا هيرتز) :

   الحقل الكهربائي تتعدل قيمته على جسم الانسان حسب ناقلية الجسم وشدة الحقل الكهربائي تكون عظمى في الرأس و يقوم الحقل الكهربائي بتحريض تيارات كهربائية في جسم الانسان تبعا" لناقلية الجسم للتيار الكهربائي وتكون قيم الحقل الكهربائي عظمى بالقرب من خطوط الجهد العالي او قرب المحولات وآلات اللحام وافران الصهر حيث تصل الى مستوى عدة كيلو فولت / م وشدة الحقل الكهربائي تتناسب عكسا" مع مربع المسافة عن المصدر

  التعرض للحقول الكهربائية عالية التردد (اكبرمن 1 ميغا هيرتز) :

في هذه الحالة تندمج المركبة الكهربائية والمركبة المغناطيسية ويرمز اليها باسم plane wave.
هذا الوضع يتماشى مع أجهزة الإرسال التي هي قريبة جدا من الجسم البشري مثل الهاتف النقال (الموبايل) بقربه من الاذن البشرية
وهذه القيم من التردد يتم تعيين الحدود المسموحة لمنع تولد اجهادات حرارية في الجسم البشري تؤدي الى تسخين الأنسجة والمقياس في هذه الحالة هو sAR او مايدعى (معدل الامتصاص المحدد) ويعبر عن كمية الطاقة المسموحة التي يتم استيعابها لكل وحدة كتلة من الأنسجة البشرية خلال زمن معين وهي للجذع والرأس (10 واط / كغ) والاطراف (20 واط / كغ).
   عندما نتحدث عن التأثير البيولوجي ليس بالضرورة ان يكون التأثير خطير ومهدد للحياة.
   انما ردود افعال فيزيولوجية في جسم الانسان على سبيل المثال التعرق (علامة بيولوجية) تنتج احيانا" بسبب الخوف.
  الحقول الكهرومغناطيسية تسبب تأثيرات بيولوجية وهي ترتبط مع تحريض تيارات كهربائية معينة في الجسم مثل الاثار الحرارية علما" ان الآثار الصحية غير المرغوبة الناجمة عن التعرض إلى الحقول الكهرومغناطيسية غير المؤينة لم يتم التأكد منها حتى الان ، حتى مع التعرض لفترات طويلة التعرض المستمر لمستويات منخفضة للغاية مازالت مثارا" للجدل. ولكن هنا أيضا ، من المهم عدم الخلط بين الآثار البيولوجية والآثار الصحية على الرغم من أن هناك غموض كبير يحيط بهذا الموضوع

ملاحظة : ماذا تعني كلمة اشعة مؤينة : هي الاشعة التي لديها خاصية القدرة على كسر الروابط الكيميائية مثل (الأشعة الكونية التي لا تصل إلى الأرض ، أشعة جاما المنبعثة من المصادر المشعة والأشعة السينية).

الحقول الكهرومغناطيسية التي أنشأها الإنسان (بفعل التطور التقني ) مثل البث الإذاعي والاتصالات ، وحتى ترددات الميكروويف لأنظمة الرادار هي في نطاقات التردد المنخفض نسبيا وهي تنتمي الى طيف كهرومغناطيسي الطاقة الكمية التي يحملها ليست قادرة على
كسر الروابط بين الجزيئات: ولذلك يقال أنها غير مؤينة
تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق