لماذا ينفجر محول التيار عند فتح دائرة الملف الثانوي له

 


      يستخدم محول التيار للحصول على تيار صغير بقيمة متناسبة مع تيار آخر كبيرالقيمة لاستخدامها في أجهزة القياس والحماية. ويتم ذلك لثلاثة أسباب:

  •      الأول: تجنب الحاجة إلى قطع دائرة التيار الكبير والتي تكون في صورة موصلات ذات مقطع كبير (كابل – خط هوائي – قضبان عمومية Bus bars.. ) من أجل قياس التيار.
  •      الثاني: استخدام أجهزة قياس وتحكم صغيرة ذات مقننات جهد وتيار منخفضة يسهل التعامل معها.
  •     الثالث: التوحيد القياسي لأجهزة القياس والحماية. وبذلك تستخدم نفس الأجهزة الصغيرة الحجم لنطاقات متعددة وعالية من قيم التيار الكهربائي.
   وقد يكون الأمر مضحكاً إذا تخيلنا محولة قياس تيار كهربائي يُقدر بمئات أو آلاف الأمبير يمر في كابل سميك باستخدام جهاز أميتر تقليدي بوضعه على التوالي.

     النظرية الأساسية لعمل محول التيار لا تختلف عن محول الجهد بأنواعه العديدة (قدرة – توزيع - قياس.... ) والاختلاف هو في مستوى تيارالمغنطة. في محولات الجهد يتناسب تيار المغنطة في محول معين مع الجهد المسلط على الابتدائي (مقداراً وتردداً). ونظراً لأن العمل غالباً يكون عند مستوى ثابت لجهدالابتدائي فإن تيار المغنطة يظل ثابتاً مع مختلف ظروف العمل ولا يتأثر بشكل كبيربظروف الحمل (بداية من اللاحمل وحتى الحمل الكامل). 
     ويمثل تيار المغنطة مركبة من تيار الابتدائي. وفي محولات الجهد يتميز تيار الابتدائي بالمرونة حيث تتغير قيمته حسب معاوقة الحمل في الثانوي، ويصل إلى أدنى قيمة عند اللاحمل (فتح دائرةالثانوي)

    في محول التيار تتحدد قيمة تيار الابتدائي (المار في الكابل أوالخط أو القضبان العمومية...إلخ) حسب ظروف الشبكة ولا دخل لتيار الثانوي في قيمته (على عكس محول الجهد). أي أن تيار الابتدائي مستقل عن ظروف المحول بما فيها ظروف دائرته الثانوية. يقوم معظم تيار الابتدائي بإنتاج الفيض المغناطيسي في قلب المحول الذي يقوم بتوليد قوة دافعة كهربية في ملفات الثانوي. أي أن تيار الابتدائي يمثل (في أغلبه) تيار المغنطة. يقوم تيار الحمل (في الثانوي) بمهمة إنتاج فيض مغناطيسي معاكس لفيض الابتدائي مما يُحد من الفيض المحصل وبالتالي من الجهد على طرفي الملف الثانوي. وفي حالة عدم اتصال دائرة الثانوي لمحول تيار بحمل مع بقائها مفتوحة فإن تيار الثانوي ينعدم، وينعدم معه التأثير المضاد للفيض المغناطيسي الكبير الناتج من تيار الابتدائي ذي القيمة العالية (أو العالية جداً). وحينئذ يرتفع فرق الجهد بين طرفي الثانوي (المفتوحين) إلى مستويات كبيرة جداً قد تصل إلى الحد الذي يسبب مخاطركبيرة لكلٍ من المحول أو للشخص المتعامل معه أو للمُعدة التي تحتوي المحول أوالمجاورة له. كما يتأثر القلب الحديدي للمحول في هذه الحالة بالقيمة العالية جداً للفيض المغناطيسي بما تسببه من تعرضه للتشبع الشديد وكذلك مستويات عالية من الحرارة الناتجة من التيارات الدوامية والتخلف المغناطيسي.
   لذا يجب قصر طرفي محول التيار عند عدم اتصالهما بحمل.
تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق