ما هو البحث التسويقي الإثنوغرافي :
- تعتبر الأنثروبولوجيا علما يستعمل لدراسة الناس وفهم ثقافتهم وتصنيفها ؛ وبحث التسويق الإثنوغرافي هو المنهجية المستخدمة في صناعة البحوث التسويقية ، يمكن استخدام الإثنوغرافيا في تقسيم وفهم الثقافات؛ فأبحاث التسويق الإثنوغرافي تمكننا من معرفة تفاصيل دقيقة حول جميع تحركات المستهلك وتمكن باحث التسويق من تتبع المستهلك من جميع النواحي؛ ومعرفة كيف يتفاعل مع العلامة التجارية ؛ في أبحاث التسويق الإثنوغرافي ، نقوم باجراء فحص لجميع سلوكيات واذواق المستهلك ودراستها، من خلال خبرتي في البحوث التسويقية الإثنوغرافية لاحظت ان العلامات التجارية الناجحة والواسعة الانتشار تؤثر على المستهلكين بشكل فعال حيث تبني مفهوما وثقافة معينة لدى المستهلك، وكمثال على هذا العديد من شركات الالبسة المشهورة .
- في الحقيقة يمكن لاي شخص اجراء بحث التسويق الإثنوغرافي و جمع البيانات في اطار معين؛ حيث ان مجال البحث في التسويق الإثنوغرافي يرصد سلوك المستهلك اتجاه علامة تجارية محددة؛ يمكن أن يكون المجال في مراكز التسوق او مكان عملك وغيرها، بحث التسويق الإثنوغرافي التقليدي كان يعتمد على بحث طويل جدا داخل مجتمع او ثقافة ما؛ ثم سحب المعلومات منها ،اليوم نستطيع إجراء بحث قوي خلال مدة قصيرة نسبيا اعتمادا على الدراية بالثقافة أو المجتمع او المستهلكين المراد دراستهم؛ حيث ان معظم تصاميم أبحاث التسويق الإثنوغرافية تحتاج الى قضاء ساعات الى ايام في دراسة المستهلكين من اجل استخلاص المعلومات، لان تطوير العلاقة مع المستهلكين يستغرق بعض الوقت لجعل سلوكهم سلوكا طبيعيا، فالهدف من البحث هو فهم السلوكيات وطريقة الاستخدام والتفاعل اليومية للمستهلك ، في علم البحوث التسويقية الإثنوغرافية يعتبر قضاء مدة قصيرة من الملاحظة غير منتج لمعلومات دقيقة وكافية .
- تعتمد البحوث التسويقية الإثنوغرافية على جلب العينات المراد دراستها باساليب عديدة، حيث يحصل المشاركون في أبحاث التسويق الإثنوغرافي مثلا على أجورمقابل قضاء الوقت في اجراء الاختبار، تحتوي العينة في علم البحوث التسويقية الإثنوغرافية على عدد مشاركين يصل الى 40 شخصا ، مع قضاء من حوالي 15 دقيقة مع كل مستهلك ، ويمكن ايضا الاعتماد على عينة متكونة من 07 اشخاص لاستخلاص نتائج معينة .
- شركة جوجل ، يوتيوب ، وفيسبوك ،و شركات الهواتف الذكية ، وجميع هذه الشركات العملاقة هي في الحقيقة ادوات لاجراء بحوث التسويق الإثنوغرافي، وقد حققت نجاحا لامثيل له ،ان استخدام علم البحوث التسويقية الإثنوغرافية مع التطورالرقمي في وقتنا هذا نتج عنه عمليات لجمع البيانات بشكل خرافي، والعملقة التي وصلت اليها جوجل وفيسبوك وغيرها، كان لبحث التسويق الاثنوغرافي دورا هام فيها، فالأدوات التكنولوجية المستخدمة في أبحاث السوق الإثنوغرافية كمواقع التواصل الاجتماعي وغيرها كما ذكرت، تقوم بتسجيل سلوكات المستهلك المختلفة وتنظيمها، وقد تغلغلت هذه الادوات في مختلف البيئات بداية من الويب والمواقع الالكترونية، الكمرات، الى البيوت، والسيارت وغيرها، بعد التقاط هذا الكم المهول من البيانات التي يضخها المستخدمون يوميا، يتم فرزها وتحليلها وتقسيمها الى فئات معينة ، ان شركة فيسبوك على سبيل المثال استخدمت علم البحوث التسويقية الإثنوغرافية في توجيه المستهلكين الى ترك الورقة والقلم والاجندات الورقية، وتوجيههم الى تدوين جميع اهتماماتهم في حسابهم على فيسبوك، وهكذا يتم توجيه كم هائل من المعلومات يوميا لتستعمل هذه الاخيرة في العديد من المجالات، كما تشكل هذه المعلومات اصل الدخل الكبير لشركة فيسبوك، عند اجراء أبحاث التسويق الإثنوغرافي يمكن تقديم اي نوع من المعلومات مثل الصور، والفيديو وغيرها في النتيجة النهائية، حيث يكون التقرير النهائي في شكل مقطع فيديو إثنوغرافي، أو مقالة معينة مثلا وغيرها، اضافة الى تكوين ملفات تعريف للمستهلكين حيث ان كل ملف يحتوي على فئة سلوكية أو تعبيرية واضحة للمستهلك عن العلامة التجارية مثلا، كما يتم تكوين ملفات عن مختلف جوانب المستهلك، وهذا ما تفعله شركة فيسبوك وجوجل على سبيل المثال لا الحصر .
- ان تحليل البحوث التسويقية الإثنوغرافية هو معرفة و تفكيك العلاقة القائمة بين ثقافة المستهلك وسلوكه، فدراسة ثقافة هذا الاخير تمكن من معرفة سلوكه، ستلاحظ في علم تحليل البحوث التسويقية الإثنوغرافية ان العلامات التجارية الناجحة تؤثر بشكل لا يمكن تصوره على المستهلكين، دون ان يدرك اغلبهم ذلك، فتجد العديد من المستهلكين يعبرون عن هويتهم الاجتماعية من خلال هذه العلامة التجارية التي جرى تسويقها بنجاح ، واذابتها في ثقافة هذا المجتمع ، لقد لا حظت ان بعض العلامات التجارية التي تم غمسها بطريقة محكمة في ثقافة المجتمع، اصبحت ثمثل علامة على هويته، وهنا اريد ان انوه الى انه يمكن استخدام هذه الخاصية في استراتيجية التسويق .